--
--
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
صدق الشاعر محمود سامي البارودي حين قال عن الأب:

«وأنت ابنه والفرع يتبع أصله ** وما منكما إلا جواد رهان


هو الأول السّباق في كل حلبة ** وأنت له دون البرية ثاني»

ورغم احتفاء العالم بيوم الأب العالمي على استحياء، يظل ذلك الرجل الغصن الأقوى في شجرة العائلة، لا ينكر فضله ولا يقلل من قدره عاقل، فهو أول بطل في حياة ابنه وأول حب في حياة ابنته، كما أنه الإنسان الوحيد في الكون الذي يتمنى أن يرى أبناءه أفضل منه.

وعلى أن العرب أكثر شعوب الكون عاطفة، إلا أن الاحتفال بيوم الأب لم يكن فكرة عربية، إذ جاءت فكرته من الأمريكية «سنورا لويس سمارت» إثر سماعها موعظة عن دور الأم، فاقترحت الاحتفال بالأب لاسيما أن والدها تفرغ لتربيتها وإخوتها الـ5 بعد وفاة أمهم، ليتم اعتماد الاحتفال به في الولايات المتحدة وكندا ثالث يوم أحد من شهر يونيو كل عام، وبالفعل بدأ الاحتفال به عام 1909 عرفاناً بالجميل وتقديراً لدوره، وفي عام 2016 اعتمدت الدول العربية الاحتفاء بالمناسبة يوم 21 يونيو من كل عام.

وفي وقت خصص فيه هذا اليوم للاحتفاء على غرار يوم الأم، دشن رواد «تويتر» هاشتاق يوم الأب العالمي شهد تفاعلاً واسعاً هذا العام بخلاف سابقيه، إذ دوّن المغردون أكثر من مليون تغريدة حمل معظمها كلمات ومعاني حزينة ومؤلمة، بسبب فقدان الآباء، ما يتماهى مع إحصاءات العمر الصادرة عن «الأمم المتحدة» خلال السنوات الأخيرة، والتي تشير إلى أن النساء يعشن حياة أطول من الرجال بنحو 3 سنوات على الأقل نظراً للجهد الذي يبذلوه بحثاً عن أسباب الرزق لضمان حياة أفضل لعائلاتهم، ناهيك عما خلّفته جائحة كورونا التي اجتاحت العالم، إذ أشارت قاعدة البيانات الصحية «غلوبال هيلث» العالمية، إلى ارتفاع معدل الوفيات بين المصابين الرجال (خصوصاً كبار السن) مقارنة بالنساء، إذ شكلوا أكثر من 75% من الوفيات في أغلب البلدان العربية منذ نوفمبر 2020.